التزم
الصمت
(قصة)
خديجة عمراوي
وقعت مغمى علي من شدة الضربة على راسي
وعندما اسيقضت وجدت نفسي في زنزانة وسط حشد من المساجين ينظرون الي بنضرات غامضة
مليئة بالشر.بعد دقائق ندي على اسمي من طرف السجان.رافقته بخطوات بطيئة لشعوري
بالدوار من جراء الضربة قادني الى غرفة مكتوب على بابها –التزم الصمت- استغربت من
الجملة كثيرا.
دخلت الغرفة فوجدت شخصا ذو عضلات ضخمة
تكاد تنفجر جالس وكانه ينتضرني، جلست
امامه على كرسي خشبي متهرهر كلما تحركت يصدر اصوات مزعجة. نضرت اليه بامعان سحب من
جيب معطفه سيجارة وواقدة نار اشعلها وبدا في شربها مرة تلوى الاخرى ما كاد
يخنقني.وكان امامه ملف فتحه بعد ان انتها من سيجارته واخرج منه مجموعة من الصور القاها امامي وكانه يقول
لي الق نضرة اخدتها واندهشت لما شاهدته وجدتني في الصور وانا في المدرسة.في
البيت.في الشاعر.مع عائلتي ومع اصدقائي.استغربت كثيرا وكنت اريد السؤال ولكن تذكرت
تلك الجملة التي رايتها على الباب والتزمت الصمت رفعت بصري اليه وجدت على وجهه
ابتسامة مكراء لا انكر انني شعرت بخوف تملك قلبي ولكنني اظهرت عكس ذلك لانني تعلمت
في حياتي الا اكون ضعيفة امام ايا كان ولو كنت خائفة.سالني وكانه قرا افكاري.'حتما
يدور في عقلك لمادا انت هنا' حركت راسي بالاجاب.اخرج وثيقة من الملف ووضعها بجانبي
واخرج من معطفه قلما ووضعه فوق الورقة 'اقراي الورقة': قال.نظرت اليه نظرة خاطفة
وصوبت بصري على الورقة التقطها وبدات بقراتها.اصابتني الصدمة لما قرات،ربما خطر
على بالي كل شئ الا ما جاء في محتوى
الورقة،كان مكتوب كالاتي:'نحن مكن منظمة اسرائيلية،رقبناك كتيرا ووجدنا فيك شخصا
يمكن الوثوق فيه واخترناك لتكوني جسوسة لنا على وطنك'فاختاري اما الموافقة او
الموت.
نزلت دمعة من عيني بدون شعور:كيف اقبل
وانا التي حاربت من اجل وطني،انا التي وقفت بالساعات تحت اشعة الشمس المحرقة وتحت الامطار الغزيرة لاعيد الاعتبار لوطني
ولادافع عن حقوقه،كيف يجرؤن على ان يخيرون بين حياتي ووطني.طبعا ساختار وطني
وساموت فداءا له:مخاطبتا نفسي.
وقفت مندفعة ،وقع الكرسي على الارض وشرارة
من الغضب وحب الوطني تخرج من عيوني،رايته لي في تلك الحالة جعلته يقف ايضا،تقدمت
نحوه وسحبت المسدس من على خصره ونظرت في عينيه فوجدت فيهما خوفا شديدا لم ارى له
مثيل،ابتسامة عريضة رسمتها على وجهي،لانه مهما اعتبروا انفسهم اقوياء سيضلون دائما
جبناء،صوبت المسدس على راسي،حاول كتيرا منعي ولكنه لم يفلح.اطلقت النار دون
تردد،ولكن قبل ان افعل ذلك،نسيت تماما تلك الجملة المكتوبة على الباب وكسرة ذلك
الصمت بتكراري:حياتي فداء الوطن،حياتي فداء الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق