
إن توجيه الاهتمام صوب سؤال "الذاكرة" في الفكر الغربي سيأتي متأخرا، إذ إنه لم يصبح موضوعا للتفكير والدراسة وهاجسا داخل الأوساط الأكاديمية والاجتماعية والسياسية إلا مع نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وبروز ما ينعت في الأدبيات النقدية والتاريخية بـ"التضخم الذاكراتي"...
فهل تمثل الذاكرة مصدرا مطلقا ومقدسا، يحتوي على حقائق لا تقبل الشك ؟ وكيف يمكن الحد من سطوتها وشططها عندما يتم نقل مخزونها إلى تجربة الحكي والتأريخ الذاتي والكتابة ؟ وما هي حدود الواقعي والخيالي في فعل التذكر المنجز طي جنس تعبيري معين ؟ ثم هل تستطيع الذاكرة أن تحتفظ بمصداقيتها المفترضة وهي تخضع للتسنين الجمالي ؟
في ضوء هذه الأسئلة، نقترح بين دفتي هذا الكتاب مداخل نظرية ومقاربات تحليلية لإضاءة القضايا الإشكالية المرتبطة بتيمة الذاكرة، والمساهمة في فهم أبعادها الشائكة وتجلياتها المتعالقة، دون إغفال أن راهنية سؤال الذاكرة عموما، يمليه النقاش الذي يمور المشهد الثقافي والسياسي الوطني حول ظلال الأمس وعتمات الماضي، وضرورة استحضار "واجب الذاكرة" في كتابة التاريخ المعاصر للمغرب.
فهرس الموضوعات
مدخل: سياقات الاستشكال..........................................
1- تنويعات سيرذاتية:
· السيرة الذاتية بالمغرب: ثلاث زوايا للنظر في تجربتها
· جرأة البوح النسائي: عتبات "الحشمة"
· "الرحيل": سطوة الهامش في السيرة الذاتية
· "فراشات هاربة": "سريرة بيضاء" للشاعر عبد الكريم الطبال
2- أسئلة التأريخ والمحو والجسد
· "نصوص تازممارت": ظلال الماضي وأشراك التذكر
· "الهوية شاعر": مشروع الكتابة حول الذاكرة لدى عبد اللطيف اللعبي
· من "التعريف" إلى "العلامة": الإغواء الأخير لابن خلدون
· قصيدة الحجَّام: جسد بسعة العالم
· الإنصات إلى الجسد: "علمني كيف أرقص"
3- في استعادة الوجدان والحنين
· الميلودي شغموم كما أعرفه: بطل على سمت أسلافه المُمَدِّنين..
· الدكتور حميد لحمداني: صُوَّةٌ مومضة في مساراتنا العلمية والإنسانية
· جيلٌ يُمتحن.. والجسد وطنا أخيرا
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق