هل من سبيل الى النجاة؟
(قصة قصيرة جدا)
في ارض مزهرة مليئة بالسلم والتعايش بين
الاديان والطوائف, حيث لم تترك المودة و الحب ثغرة للحرب, كانت فاطمة الطفلة
الوحيدة والمدللة لدى والديها, تعيش في قرية متواضعة بضواحي دمشق, دمشق التي عجزت السنة المؤرخين و
الكتاب عن وصف ازقتها و بنيانها حتى اصالة شعبها وحب اطفالها و نسائها و شيوخها
لقائدهم, كانت مثالا للطمانينة و الاستقرار, كم من شخص تمنى الوصول اليها. كانت فاطمة كباقي الاطفال يرسمون
الاحلام على اسوارها و يتاملون المستقبل في افق بحارها, ولكن كيف ذلك الان وقد
تهدمت الاسوار بالدبابات و القنابل و تلوثت البحار بدماء الشهداء, فقدت العائلات
كل شيء و اضحت تنام على الارض الباردة واي نوم هذا الذي تضل فيه اصوات الرصاص تصدا
داخل اذانهم, يوما بعد يوم بدات الحرب تفتك بحياتهم وترسل ارواحهم الى السماء و
باتت فاطمة تهيم في شوارع المدينة بين اكوام الجثث ممسكة بيد امها التي ترملت في
عز شبابها تبحثان عن ماوى تلجان اليه, ولكن فجاة تاتي رصاصتين ترديهما شهيدتين
حالهما حال الكثيرين, ماتت فاطمة و والديها تاركين قصة مؤلمة تروى من بين الاف
القصص, لكن الرواية مازالت تكتب بحبر دام الشهداء ابطالها والقارئ العربي ينظر من
زاوية بعيدة دون ان يحرك ساكنا.هذه حالهم,فهل من سبيل الى النجاة ؟
بقلم حياة بالنعناع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق