الثلاثاء، 17 فبراير 2015



 انكسار
 (الشاعرة وفاء بوخايدة)

هي ..
عقل ناقص
تقول : خائفة جدا من تهمة عانس !
هو ...
عقل يعج بالأصفار
يقول : ديني .. لايكتمل إلا بأربع !
هي ..
تخشى على حياتها من أن تنتظر ..
هو ...
يخشى على انتظاره من أن لا يحيا ..
هي وهو ...
وجهان بين آلاف الأقنعة ..
آلاف الأقنعة للوجهين ..
يقولان :
تغرينا حقول السنابل الممنوعة !
لكن ... نسكت عن كل شيء !
فكل شيء مسكوت عنه !

انفصام (الشاعرة وفاء بوخايدة)


أكره صوت المذيع ...
 
أكره الأخبار التي تصل ..

 
وتلك التي لا تصل ..

 
أكره أن أقول :

 
ما جدوى أن يبنى بيت ..

 
يصير ذات حرب حطاما ؟


أكره أن تسكنني فوبيا الحرب ..

 
أن تجرني ذيول الكآبة للإنهزام !

 
أكره أن تغني لنا الموت :

 
انبثق ضوء ذات أمل !

 
انطفئ ضوء ذات انكسار !

 
أكره أن أحب الحياة ولا أحبها..

 
أتلظى في فوهة الانفصام !

السبت، 7 فبراير 2015



الركادة ستايل
(ابتسام قوبع)

   من غرائب الدنيا السبع أن هذا الشعب المسالم والمعروف بالكرم والسخاء والإيثار، و..و..و..و("ثَابُّوثْ نتْخَانْشَتْ" بالأمازيغية) وتهيئ مختلف المرافق بما يسر الناظرين( الزِّين اخْ أوريري نَتَّا دامازاك) تحسبا لقدوم أي أشعث من الضفة الأخرى، هذه الجهة التي لا يأتي منها إلا.....مَاعْليناشْ. المهم في الأمر، أن هذا الشعب يتمتع بروح رياضية لا مثيل لها في التاريخ كله، إنه يحتل، وبكل فخر واعتزاز، المراتب الأولى لمؤخرة القائمة في جل المجالات الاقتصادية منها والسياسية والثقافية والصحية وهَلُّمَّ جرّا.
   في حين، أكدت مصادر موثوق منها من جهات داخلية وخارجية مشكوك في أمرها، أن هذا التراب يحتل المرتبة الأولى عالميا في مجال عُرف عنه مؤخرا أنه يشكل قوام الدولة العميقة، والذي تقوم على أسسه دولة الحق والقانون، هذه "التسمية " التي تخوِّل للمواطن الحق في الأمن والصحة والتعليم. هذا الشعار الذي أهلكتنا به الحملات الانتخابية، أضحى اليوم، وبكل فخر، قابلا للتحقق على أرض الواقع. فطالما نملك هذه الدعامة الأساسية، الباقيات الصالحات تبقى ثانوية ويمكن للازدهار أن يتأتَّى ويصبح تحت أيدينا، أو ربما أرجلنا أو باقي الأعضاء. افرحوا يا مغاربة، فالغد آت وعالم جديد يناديكم. فقد أثبتت أبحاث علمية، اعتبرت هي الأولى من نوعها والتي تمت بجامعة أغبياء العصر المتواجدة في الولايات المتفرقة العربية وتحديدا بولاية "فَغْرورا"،أثبتت بأن الموسيقى وبالتحديد "الرّكادة" و"الشّعبي المغربي الأصيل" (زِيد دَرْدَك عاوَدْ دَرْدَك) تعمل على تنشيط الخلايا العصبية بطريقة استثنائية تفوق التصور، حيث أن قدرة هذه الخلايا على معالجة المعلومات تتضاعف بما يقدر بمائة مرة مقارنة بالحالة العادية، كما أن السيالة العصبية تتزايد سرعتها بحوالي ثلاثة تليها بعض الأصفار الجاري العمل على تحديد عددها بدقة.
   فقد قامت وكالة الأبحاث هذه، بدراسة معمقة دامت سبع سنوات تبلورت حول المقارنة بين عينتين من الناس، الأولى تتضمن مائة مغربي قُح والذين يستمعون بانتظام  للركادة والشعبي ويرقصون نتيجة لتفاعل العصبي المحض مع الأغنية. والثانية تحتوي على مائة شخص لم تحظ آذانهم بشرف الاستماع لهذا النوع من الموسيقى. فأكدت الدراسة أن مستوى ذكاء العينة الأولى يفوق بعشر مرات مستوى ذكاء العينة الثانية، وأن نسبة إصابة هذه الأخيرة بالأمراض النفسية والعصبية التي تؤدي غي أغلب الأحيان إلى الانتحار بالقفز من نوافذ الطابق السفلي أو بتر الأصابع، تفوق بكثير نسبة إصابة العينة الأولى، مما يؤكد لكم، أيها السادة الكرام، بالبراهين والدلائل القطعية الصحيحة الموثوق منها صحة النظرية التي تم طرحها في محافل عالمية والتي تفيد أن "الشعب المغربي أذكى قطيع في العالم".
وقد أكدت الدراسة أنه كلما ازدادت مدة الاستماع لهذا الفن "الأصيل" إلا وتضاعف معه ذكاء الإنسان، خاصة بالنسبة للأطفال. فالباحثون ينصحون الأمهات بالإكثار من الاستماع إليه في فترات الحمل وجعل أطفالهم أيضا يستمعون إليه منذ الولادة حتى ينشط دماغهم ويجعله ينمو بشكل أفضل مما يضمن لهم عقلا سليما في جسم سليم. كما تأكد أن هذه الموسيقى لها تأثير مباشر على تنظيم دقات القلب وتنشيط الدورة الدموية مما ينقص من احتمال الإصابة بجنون البقر.
   إن نتائج هذه الأبحاث لم يكن لها إلا أن أعادت فتح سجلات كانت قد أغلقت ونفخ الروح في الحكومة المغربية التي لطالما عوَّدتنا بجمودها وسكونها أمام المهيجات، حيث قرر رئيس الحكومة أخيرا، وبعد طول انتظار كالعادة، أن يخرج لوسائل الإعلام ويصرح بأنَّ الحكومة المُبَجَّلة قررت أخيرا، وليس آخرا، القيام بإصلاح شامل في منظومتها التربوية والصحية اعتمادا على أسس ودعائم هذه الأبحاث، حيث سيأخذ بعين الاعتبار نتائج البحوث السالف ذكرها والعمل على الاستفادة من أهمية الركادة والشعبي في شتى المجالات. فقد تمت المصادقة من طرف الحكومة على مشروع مضاعفة السهرات بشتى القنوات المغربية التي ستستضيف كبار مغنيي الشعبي والركادة والذين ستتم مضاعفة أجورهم تقديرا لمجهودات حناجرهم الجبارة ودورهم الفعال في التنمية المستدامة، مع الأخذ بأنف الاعتبار دور الإذاعة والتلفزة وجل وسائل الاعلام السمعية والبصرية في توعية المواطن. كما قررت جعل الشعار: دولة تقوم على الأمن، الصحة والتعليم..في طور التنفيذ. لقد أصبح بالإمكان تحقيق الأمن بسهولة في شوارع و أزقة جميع المدن المغربية وقُراها، بحيث يتم زرع منابع هذه الموسيقى في كل مكان وخاصة مع حلول ظلمات الليل حيث تكثر الجرائم، فالمجرمون لن يتمكنوا من ارتكاب أي جرم لأنهم ببساطة سيكونون "ناشطين أو مبوقين".
   كما أن التعليم أيضا يمكن الرفع من مستواه "الآن مع الركادة عَبَّر كي بغيتي"، وذلك بتلحين جميع المقررات المدرسية على إيقاعات الشعبي، فعوض أن يشتري التلاميذ والطلبة الكتب يكفي شراء أقراص مدمجة إلى جانب حاسوب محمول، وهذه الطريقة تضمن لنا تحقيق ما يسمى "بعولمة التعليم" كما جاء على لسان السيد رئيس الحكومة، والذي لازال للأسف تقليديا وبدائيا.
   أما بالنسبة لقطاع الصحة المقطع، فلطالما شكَّل محورا أساسيا لمشاكل الحكومات التي المتوالية، غير أن اليوم، ومع الحكومة الجديدة "ديما على راحتك"، سوف يتحقق التغيير الجذري في المحمية الصحية. فقد اعتمد السيد رئيس الحكومة في مشاريعه على المثل المعروف: الوقاية خير من العلاج، وهذه الوقاية تتجلى، بحد قوله، في التبرع لكل بيت مغربي بمذياع صغير وتلفاز "بألوان" لإذاعة القنوات المغربية التي ستبث بصفة مستمرة 24 ساعة/24 ساعة أغاني الركادة والشعبي مما سيضمن للمواطنين صحة جيدة على الدوام دون اللجوء لمتاهات لا مخرج منها كتكوين أطباء المستقبل وتجهيز المرافق الصحية الذي سيعتبر منذ هذه اللحظة التاريخية "دفيش" وانتهاك للثروات المغربية، وعلى إثر هذا الخطاب، تم الإعلان مباشرة على قرار خفض نسبة إنتاج الأدوية وتوقيف عملية بناء المستوصف الجديد لأفق2030، وحسب قوله، فإن المغرب سيصبح في غضون أشهر إلى سنة أول قوة اقتصادية سياسية.....(إلى غير ذلك)، وذلك بفضل مشروع الإصلاح الجديد الذي لم يسبق له أن طُرح نظرا لشحنته القيمية المعقدة المهمة والفريدة من نوعها، والتي تضمن وبكل سلاسة و "راحة البال الحكومي" قفزة نوعية للمغرب الذي يعتبره الكثيرون من دول العالم الثالث، ليصل بسرعة مبهرة واستثنائية إلى كوكبة الكبار و "تَتَقادَّ الكتاف" مع الولايات المتحدة الجنوبية وأوربا العظمى. غير أن طموح الحكومة الحالية لم يقف عند هذا الحد المحدود، بل أكد رئيسها المصون أن الهدف الأسمى من هذا الإصلاح العظيم هو "السيطرة على العالم" دون اللجوء لإراقة الدماء، إذ يكفي زرع أغاني الركادة والشعبي في جميع بقاع العالم ليصبح جميع سكان الأرض "مَبلَيّين" ( لَعْفو) بهذا النوع من الموسيقى وينجرفوا مع أصولها ليصبحوا في صف الحكومة المغربية ويكون ذلك مصير كل من يقف في وجه المغاربة هو الاستسلام "للشطيح والرديح" ويعم بذلك السلام في العالم، ونعيش كلنا في نهاية الحلم بسعادة وهناء...