الأربعاء، 28 يناير 2015



مرســـــــــــــوم
(إلى سيدتي الصغيرة)
سيدتي..
يا قافية ً لا تنفك على الصدر
مداداً
وعلى الورق تسيلْ.
تنساب بهاءً
ومواويلّ حنانٍ تفرش دربي
وتزكيه بوريف الإكليلْ.
ترويه الصبَّ
وشذاه على الموج منه يهيلْ.
     ***
ما أروع تلك الأصداءْ
حين ترددها شفتاكِ
أشتاتا من طُرَزِ الأنداءْ
فأحس بني عبسٍ تسكبني
طُرَفاً تُرْوَى
تمدح من توريتي
ما خفي بين ثنايا الأزمان
لحنا من سُفُرِ الأهواءْ.
      ***
سَيِّدتي..
الزنبقات البيضُ
في قلبي
      تغرسها عيناكِ
          شتْلاتٍ من لَهَبْ
وترتل لي شفتاك
آياتٍ
وأنا كما الفراشة، تحثو ناراً،
أحثو من دفئها
سِفْـراً
      وباقاتٍ من فيروز السغبْ.
أجثو على صَخْرِ الأزمنهْ
ظِلاًّ لِشَمْسٍ على أهْبَةِ الغُروبْ
أقولُ هَذا أنا
      تفر مني الأسئلهْ،
أقول لست أنا
   تكر عني الأفئدهْ؛
ألي فؤادٌ،
       أمْ أحْصِنَهْ
     تَدُكُّ أوْبَة الدروبْ ؟
أصيرُ جدارَ ليلٍ
وغيري أضمومَةَ أمكنهْ.
ولا مكان ولا زمان يمنحني
إقامة أو حكاية، أو حتى تمائمَ
أزنرها أحجيهْ...
* * *
سيدتي الصغيرة.
أثافي قدرك
أزاهير .. عصافير
تغمس من رحيق حنين لا ينضبْ
أبعد ذلك تسغبْ!
أنا العطشان كأرضٍ حُرِثتْ
في انتظار قطرةٍ
من غيمكِ لأولد من جديدْ
في ذاك المدى البعيدْ.
أنبت أقحوانا يدثر الروابي
أهدي لك منها
 أكاليلَ ودٍّ مضمخٍ بعطر الوريدْ.
***
سيدتي..
في الساحات وفي أروقتي
أنت وحدك سيدتي
وأعلامي، أعلنها:
 تصك..
 تعانق الريح أعمدتي.
أنا الحاجب بالنيابهْ
والخادم في مملكتي
أصدر مرسوما
ولا من يعارضني.
فقد قطفت رؤوس كل زاغ من ماشيتي
بالكياسهْ ..وبالسياسهْ
ندهت حاشيتي
يقول المرسوم  بمرسوم:
أنت المملكهْ
وأنت، لا غيرك،
 السيدة الملكهْ...
     ***
سيدتي الصغيرهْ.
أأعدَك "بالأعوامْ"، كما قيل ؟
يا سيدة لم تُصْنَعْ من "أحلامْ"
ولا من "قطن وغمامْ".
بل عصرت
من قطر الوشم
ورقيق الأنسامْ.
هبت من زمن ولادة
ورفيف الأهدابْ
من ريح غرناطة
أيقونة لا تسكر غير حُبابْ
وأنا  التائه
وحيدا أكاد
خارج سرب القطر
وإليه تحج الأسرابْ.
طفل في الخمسين
لم يفطم في العشرين.
وكما الفيروز أحب الألوان
مطرزة بوجيب الإسفينْ
ومضى للشارب يفتل،
وعلى صخر الدرب المهجورهْ
نقش اسمك حرفا حرفا
بخطوط ممهورهْ.
كتب لك البيعة
يا سيدتي
سيدة على عرش كل النساء.