السبت، 25 مارس 2017

إلى الأستاذ أحمد المديني في ألقه المبشور بين دفتي "كتاب النهايات" .
حاشية على "كتاب النهايات"
وأنا أعبر جسر المحبة، بين حدائق الروح، وإشراقات الأوشام. أهتك الحجب، وأفتح مسالك الزوال من بهارات السير. أمسك بتلابيب وجدي رجل قاعد يرصع كتابا أسماه: "كتاب المحبة والزوال"؛ يفصل نصوصه، من "هاتها من يد الرضى" ولا رضا، إلى الصهباء؛ يفصل بين المناقب، وتقول الشاهدة، ورحيل الأمكنة.
قلت: يا سيدي كُفَّ عَني "هموم قطتك". وطفقت أتفقد العنابر والمعابر والأقبية في ظهر المهراز. 
زمجر، وتلبد محياه، وتصادم أسفله بأعلاه، وتنكبت فلقتاه.
هاك وشم الديار خرخر.
إني إليها ذاهب .. أنذرتني قلت. وبيني وبينك الكتمان، تّعْتِعْ بولعك، واهنأ بفتوة شيخوختك، ولا تمخر.. ما اسمها سفن فتحك؟
هي الذهب وشكلها القمر. لعلع. والدوالي؟ قال.
قلت: الداليات؟
قال: هي نفخة السور عندكم مقاهٍ لها. "مقهى الدالية". لك فيها صعيد طاهر، تيمم بحزنك. الرصافة.. الرصافة.. يا ويحك أقصد.
وولى حجرَهُ يحوش عن مولييير اللغات، وعن جبران الآهات، و"مرج الحمام" في الطريق إلى عمان، حيث جيش "العثامنة" أعينهم على عقارب الساعات، يعدونها، ويشخرون، ويشمرون على النواصي، وأنت شاخص يا رجلا تصافح حُـبّـا قد بَـرى جسدَك، كالمتنبي.. لك الباقات، والمحبة مفتولة من مسد، وأرق التحيات...