الأحد، 11 يناير 2015





ما أبْهاك      
(ألى: K)

كما ينبت يومٌ صحوٌ جميل
نبتت في الأفق شتلتان
وفاح في القلب شذى وردتين
رائعتي الجمال.
وانفتحت شفتان تُوَيْجَتان
سبَّحَتْ بالندى وحبيباتِهِ البلورية
وخرج  صوتٌ كأنه صوتُ ملاكْ:
"تَسْتَحِقُّ قلبي يا كبيري"
أَقَريبُ هذا القلبُ يا فارسةً
يبذرُ في قلبي الهلاكْ؟!
وتهت في سواد عينيْكِ ياصغيرهْ.
كيف أصون هذا الدفقَ
كيف أنجُو، يالله،
أين أين هداكْ؟
تفر مني القوافي
تتعامى، تتعافى..
تتعالى في الوجد ذُراكْ.
وينفتحُ كتاب الحب
في قلب الشيخ ابن حزمٍ
هذا الواحد رقاًّ
من سِفْرِ هواكْ...
 من سواد عينيكِ
ينسكب بهاءٌ
يروح ويغدو
والألقُ حِماكْ.
أأٌقيمُ أمْ أمضي!؟
والسحر ينفلت زخاتِ سهامٍ
يدمي..
والسيل دمائي ما أبهاكْ.
لست معصوما إن جُرِفْـتُ
ورتوقٌ من قشَّـاتٍ
لن يمهلني الغرق صفاكْ، فأنا لست سباحا
وإن عدا العُمْرُ فَرًّا
أعودُ غِرّاً
أستنبت ذاكَ الطفلَ فيَّ
والصَّبِيَّ، وأدعو اللهب هواكْ.
أوزِّعُ بقايا عمري
كما حبات العرقْ
حين تلهِبُني عيناكْ
ويرسُمني خداكْ
كأسّ زِعافٍ
في الجوف يندلق،
وأتلعثمُ حين يرتسم اسمُك على شفتيَّ
أتجدد مع كل إشراقة تسري في شراييني
وانسجُ من تيهي
معابر لا تقريني
وتجرعني؛ لا خمراً.. لا عسلا
بل آلافَ كؤوسِ من أرقِ دُجاكْ
أيان مرسى الكون مداكْ.
          ***
 لا أحسِنُ رتقَ القلوبِ
لا أمْهِرُ صَوْنَ الدروب
لا المعابر، والمعبر كلهُ زهر
والوردُ خداكْ.
اتراني أوقفُ سيرَ الزمنِ
لتنبجِسَ بماء الحياة يمناي ويسْراكْ !؟
أو تلثمُ أنامِلُكِ
شِغافي
وتبدد تربة  روضي البيدِ
فيُزْهِرُ من جديدٍ
ليعانق من غِرِّ هواكْ؟!
أم تُراني حرْثا في الريحِ
ينقع في ثفل الصحوِ
يرتوي من ظل بهاكْ؟
ما أبهاك.. ما أبهاكْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق